إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
حقيقة الالتزام
25199 مشاهدة print word pdf
line-top
غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ثالثًا: من صفات الملتزم والمستقيم: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
‏         روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:    إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدُّ؛ نتحدث فيها . فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه . قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
       ولا شك أن من صفات المسلم الملتزم المستقيم التمسك بهذه الأمور، التي وردت في الحديث، فهي من صفات المسلمين عمومًا والملتزمين خصوصًا .
       وإن التهاون بهذه الأمور يضعف من تمسك الإنسان والتزامه واستقامته! فالذي يمد عينيه وينظر إلى ما نهى الله عنه ويخالف قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ فإن ذلك دليل على ضعف تمسكه والتزامه.
والذي لا يحفظ لسانه عما حرم الله، ولا يفكر في عاقبة كلمته ، فإنه قد يقع في مهاوي ومهالك، ويكون ذلك دليلا على ضعف تمسكه بالأخلاق والآداب الإسلامية.
والملتزم هو الذي يحفظ لسانه ، فتراه إن تكلم لا يتكلم إلا بخير، وإلا سكت، فلا تسمع منه سبابًا ولا قذفًا ولا عيبًا ولا غير ذلك.
       أما إن حذّر من منكر ، أو عاب من يستحق العيب ، أو شهَّر بإنسان يستحق التشهير، أو ذكر إنسانًا بسوء للتحذير منه ، أو ما أشبه ذلك ، فإن هذا لا غبار عليه؛ بل هو من مكملات الالتزام والاستقامة على دين الله.
       هذه جملة من الآداب والأخلاق التي جاءت الشريعة بها وحثت عليها ، والعمل بها يعتبر من مكملات الالتزام والاستقامة ، ومن أراد التوسع فيها فليرجع إلى الكتب التي ألفتَ في الآداب والأخلاق مثل: (الآداب) للبيهقي ، و(الآداب الكبرى ) لابن مفلح، وكذلك (أدب الدين والدنيا) للماوردي، وكذلك (روضة العقلاء) لابن حبان ، وغيرها من الكتب.

line-bottom